الهوية المسلمة تحت الأزمة

 الهوية المسلمة تحت الأزمة 

الحمد لله الكريم المنّان والصلاة والسلام  الأكملان الأتمّان على سيدنا محمد أنزل عليه القران,وعلى اله وصحبه ,اللذين هم أصحاب الحق والإيمان ,أما بعد ,

سماحتكم الكريمة ,أساتيذى الكرماء ,فخامتكم العظيمة ,زملائي الأحبّاء ,والحضور الكريم ,حين ما أقوم أمامكم ,أتنفّس رائحة ريحان سنيّة,من الروضة النّبوية ,يسّرني ويسعدني أن أقدّم لديكم كليمات قليلة حول القضية التي تقول " الهوية المسلمة تحت الأزمة " ,فأولا أقوم بتقديم باقات الشكر والحمد والثناء ,لمن أنعمني بهذه الفرصة ,على هذه المنصّة  ,الحمد لله دوما دواما,

أيها السّادة،

إن الإسلام أعظم ديانة وأثقف حضارة فى العالم ، فبامكاننا نتّضح هذه الحقيقة بأن لها هويّة محضة، وحضارة خاصّة يفتخر بها المتقدمون وينمسّك عليها المتأخرون، فلا مشاحة، بأن الإسلام يصبغ الإيسان بصبغة خاصّة قى عقيدته ، ومشاعره ، وأهدافه  وآماله، وسلوكه وأعماله، كما يصدّق القرآن

 صبغة الله فمن أحسن من الله صبغة، فالصبغة هي الهوية، والهويّة هي الاسلام 

ايّها العقول والالباب،
فما الهويّة، وما أدراك ما الهوية، ألا  وهي حقيقة الشخص المطقة، المشتملة على صفاته الجوهرية، والتى تميّز عن غيره من الدّيانات والحضارات ، وهي ذات الأمة  ووجودها ، وروح الإنسانية وجودها ، ولاكنّها من الأسف الأسيف ، والحزن الكثيف أنها تواجه حاليا أزمات شديدة ، وتحديات هائلة لا تعدّ ولا تحصى ،كما يذكّر الله  رسوله في محكم تنزيله

 ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملّتهم

أيّها الجمع الجليل ،

وممّا لا يخفى على الإنسانية أنّ الأمّة الاسلامية عانت منذ القدم هجمات ظالمة ، وعدّة من حملات داسمة ، التى استهدفت وجودها وثقافتها، وغرضت ثبوتها واستقرارها، فلم يواجه دين من الأديان ولا عقيدة من العقائد مثل ما واجه الإسلام من تحدّيات. فقد واجه المشركين فى المكّة المكرّمة ، واليهود فى المدينة المنوّرة ئن والقلم يضعف عن شرحها وتفسيرها وافتصر القول عن وضوحها وبيانها .

أعزّتي في الإسلام ،

حدّقوا أنظاركم وأفكاركم إلى الأوضاع الحالية والوقائع الجارية ، تجدوا المسلمين يواجهون تحديات عظمى من قبل الأعداء التي تقصر عن الحصر والإحصاء ،سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او سياسية . افلا تنظرون إلى مناطق سوريا وفلطسين. يتّهم الإسلام والمسلمون بالعنصرية ، والتطرّف والإرهابيّة

ويقتل فيها النساء والغلمان ، ويظلم الشّيوخ والفتيان ، والله لا يرمون إلا لإنتهاك الهوية الإسلامية وبذرورها، ولا يرضون إلا باستأصال أصولها وجذورها                                                              

ايها السامعون

 انتبهوا من النوم العميق، والسّبات الطويل، وألفتوا الإنتباه في أحوال المسلمين في الهند ، كم من بريء من المسلمين في آسام وكاشمير يذوقون ذل الظلم والجور، وأنواع الهجوم والفجور، كأنهم يستيقظون من الفرش بمنظر البنادق ، ويقعون في هوة الخنادق ، والهنادك يبذلون قصارى جهودهم لإخراج المسلمين عن مسقط رأسهم إلى البلاد الخارجية، والمناطق الأجنبية.

فبالجملة، أصبح المسلمون غرضا يرمون ولا يرمون، ويغار عليهم ولا يغيرون ، ومن المتوقع، أن المسلمين في حركات تجديد العمل على تعزيز الهوية، بأقوى سلاح وأحدّ رماح ، وهو العودة الإسلام ، التي تجعل المسلم في عزة معنوية

 (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولاكن المنافقين لا يعلمون)

أيها الإخوة، فالرجاء يبقى، واشتياق الحياة لا يزال يرتقى، ولا تكون النعمة ولا النقمة إلا من الله الذي لا يموت ولا يحيي، ولا تقنطوا من رحمته وفضله، ومنّته وعفوه، والله غفور رحيم، وبهذا اقتصر كلامى ، أحيّيكم تحية وسلاما، ورحمة الله عليكم دواما ، فالسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أحمد علي جرلدكا

باحث في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دار الهدى الإسلامية، كيرالا ،الهند

8 تعليقات

اترك تعليقاتك هنا

أحدث أقدم