المرأة المسلمة والنظريات الحديثة

المرأة المسلمة والنظريات الحديثة




الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وجعله ذكرا وأنثى حسب التقسيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وعلى آله وصحبه الأفاضل في الدرجة والأهالي في التكريم، أما بعد...

أساتذتي المبجّلة، وأصحابي المكرّمة، والسامعين الحفلة، يسرّني ويسعدني بأن أقوم أمام هيئتكم الموقّرة، لتقديم بعض الكلمات في القضيّة المطروحة "المرأة المسلمة والنظريات الحديثة". فأوّلا أحمد الله الذي منحني هذه الفرصة السانحة، الحمد كلّه للّه...

أيها الحضور الكريم،
إنّ الله عزّ وجلّ فطر السماوات والأرض بأكمل الإبداع، وخلق المخلوقات بالأنواع، وجعل منها الإنسان، وجعله ذكرا وأنثى للإحسان والإتقان. فالمرأة جعلها الله مكرّمة كالرجال، وأكمل حقوقها كما تستحقّ في الجلال. فالإسلام هو الوحيد من الأديان التي اعتنت بالمرأة حقّ العناية، وأكمل مطلوباتها بكلّ رعاية. فيقول الله سبحانه وتعالى في تعديل التكريم والإجلال بين النساء والرجال : ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلا

أيّها السامعون،
إنّ ممّا لا مشاحة فيه، أنّ الإسلام قد نجح في تنفيذ حقوق المرأة نجاحا باهرا، وقد جعلها في سواء الدرجة باطنا وظاهرا، فالرجال قوّامون على النساء عند تنفيذ الأحكام، وهذا لما كنّ ناقصات عقل ودين في الإسلام، وقد قال الله في قرآنه المجيد : ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف ، فسوّاها بينها وبين الرجل في أداء الحقوق، ومنعها وإيّاه في ارتكاب الفسوق، وأنقذها وإيّاه من سوء المخلوق.

فيا أحبّائي في الله،
من الحقيقة الناصعة، التي لا يخامرها شكّ،وبكلّ معنى الكلمة، حاول الإسلام أن يقوم بحفاظتها من الاختلاس والاغتصاب، وأوجبها لارتداء الحجاب، ولم يكن يوما مّا هضما لحقوقها، أو قيدا لحريّتها، كما يكرّر على ذلك الأعداء، ويطيل الكلام عليه بلا حياء، ولاكن في الحقيقة صانها الإسلام من الإنتهاب، وحفظها من كلّ مكروه واستلاب.ويأمرها الكتاب بالآية الكريمة : يا أيّها النبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما 

أيها الإخوة والأخوات،
انتبهوا من نومكم الفاسد، ولهوكم الكاسد، وأصغوا أسماعكم إلى الافتراءات التي يقوم بها الأعداء، ولم يسمعوا حقّ الأصداء، ولاكن نقول الحقّ أبلج والباطل لحلج، بأن المرأة جعلها الإسلام أمّا حنونا، وزوجة كريمة، وأختا رفيقة وابنة رؤوما.
وأمر النبي (ص) أن نتعامل معها بالمعروف وأن نحسن إليها كما يشير إليه بنان حديث أبي هريرة (ر) ،قال الصادق المصدوق عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم : استوصوا بالنساء خيرا فإنهنّ خلقن من ضلع وإن أعوج شيئ في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا. 

أيها السادة،
عندما نمعن أنظارنا إلى المرأة المسلمة في هذا العصر الراهن، نجدها قد تعدّت حدود الإسلام، ولا توجد اليوم في الأمن والسلام، فكما يدّعي أصحاب النسوية، بأنّ الإسلام قيّدها في القفص والإقفال،ولا بدّ أن يحرّرها من قهرها وإقرار المساواة بينها وبين الرجال، ولاكن نؤكّد وبشدّة، بأنها لا ينبغي لها أن تظهر في المنصّات العامّة، وتكتشف أصالتها في الطرق المفتوحة، وقد منعها لتولّي الولايات كالخلافة والوزارة والقضاء وما إليها، لما قيل في الكتاب المنزّل : الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض ، ولقول رسولنا الكريم : لن يفلح قوم ولّوا أمرهم إمرأة.

أيها المؤمنون،
فبالجملة، أن المرأة المسلمة المعاصرة بالإمكان لها أن تكون إنسانا أو شيطانا.كما يقول الشاعر يتضجّر منهنّ:
 *إنّ النساء شياطين خلقن لنا*
*نعوذ بالله من شرّ الشياطين* 
فردّت إحداهنّ فورا :
*إنّ النساء رياحين خلقن لكم*
*وكلّكم يشتهي شمّ الرياحين*

فأخيرا، أنّ الإسلام لم يكن دينا يهضم حقوقها وآمالها، ولم يقتصر في إنجاز وعودها ولم يقم باستسهالها، فالنساء شقائق الرجال ، فلا أريد إطالة كلامي،وهذا بيان لقولي وهذا مرامي،  فعليكم سلامي فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحمد علي جرلدكا

باحث في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دار الهدى الإسلامية، كيرالا ،الهند

1 تعليقات

اترك تعليقاتك هنا

أحدث أقدم