لبيك اللهم لبيك....


....لبيك اللهم لبيك

 

كل عام وأنتم بخير...

إن أيام عيد الأضحى من أسعد اللحظات التي تستقبلها المسلمون في جميع أنحاء العالم. فلا بدّ من الإشارة أنها بكل معنى الكلمة، أيام السرور والرغبة والسعادة والبهجة بالنسبة لكلّ من له قلب سليم وعقل كريم.

عشر ذي الحجة

فإنها هي الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة. اعتقادا من المسلمين بأن لها مزايا خاصة لا توجد في باقي الأيام.وإنها توافق موسم الحج الذي يتجمعون فيه الآلاف من أهل الإسلام.ويأتي غضون تلك الأيام يوم عرفة الذي يعدّ أفضل أيام السنة.ويليه يوم النحر وأيام التشريق التي تذبح فيها الأضاحي تقربا إلى الله.

ويستدل عليها آيات القرآن والأحاديث النبوية.كما قال الله عز وجل في سورة الفجر ( وليال عشر- آية ٢ )قال ابن عباس : أنها العشر من ذي الحجة

وعن عبد الله بن عباس (ر) أن النبي محمد (ص) قال: ( ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله عز وجل فيها من هذه الأيام -يعني العشر الأولى من ذي الحجة- قيل له: يا رسول الله، ولا الجهاد؟، قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)

يوم عرفة والصوم فيه

إن من أفضل أيام العام يوم عرفة الذي يقوم فيه أهم أركان الحج وروحها وهو الوقوف بها راجيا من الله الغفران وتائبا إلى جوار المنّان وداعيا لكمال الإسلام والإيمان.

وأما صوم يوم عرفة يكفّر ذنوب السنة الماضية والسنة القادمة لقول رسول الأمة : ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) فينبغي علينا أن نستغلّ الفرصة السانحة ولا تضيعها بالإعراض عنها.

الأضحية

هذه هي إحياء سنة خليل الله إبراهيم (ع) حين أمر بذبح ولده وتذكر صبره والتقديم إيثارا لوجه الله وطاعة لأمره ويأمرنا أيضا ضمن الآية الكريمة (فصلّ لربك وانحر) أي قم بصلاة العيد ونحر الأضاحي وإيصالها إلى الققراء والمساكين

الحج والعمرة

هو الركن الخامس من أعمدة الإسلام. ومن أجمل مناظر هذه الأيام يتكون بسببهما بأن الآلاف من مختلف البلاد بلا فرق بين الأسود والأبيض والرجل والمرأة والصبيان والكبار.بما أن حديث رسول الله (ص) يشير ببنانه ( من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج كيوم ولدته أمّه) فلا بيان لسعادة الإنسان بعد أن كان طفلا مخلصا لا يتحملّ أي سوء ولا اثم.

موسم الحج في ظل جائحة كورونا

فالعالم يعيش في وضع هائل لم تره من قبل بسبب جائحة كورونا المسمى بكوفيد ١٩. فكما أن العلم تغيّر بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى، أن الحج والأركان فيها وأعمال عشر ذي الحجة أيضا أصابها من التغيرات الجسيمة.فأيسر مثال لذلك بأن الحج قد اقتصر فيه الألف من الحجاج بدل أن كان عددهم يكثر من ملايين والآلاف المؤلفة. وأنها تذكرنا كثيرا بأن العالم قد قرب للفناء ولاكن الناس عن ذكرها لغافلون.

فبالجملة، لا بدّ أن نسعى جاهدين لنيل المرام سواء كانت الدنيا تضيق بما رحبت وأن نتقرب إلى خالقنا بغض الطرف عن الدنيا الفانية لا تستحق لأي بقاء وأن نكون كالحجاج المخلصين الذين تولوا عن الترف والسرف وكالخليل الذي ضحى ولده لأجل طاعة الله عز وجلّ سبحانه وتعالى عما يشركون.

أعادنا الله ولجميع المسلمين أياما نضرة وأن يديمنا الفرح والسرور ما دامت الأيام والشهور.

 


أحمد علي جرلدكا

باحث في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دار الهدى الإسلامية، كيرالا ،الهند

2 تعليقات

اترك تعليقاتك هنا

أحدث أقدم