فضائل طلب العلم

فضائل طلب العلم

 
الحمد لله علّام الغيوب ،والصلاة والسلام على من أرسل معلّما إلى أصحاب القلوب ،وعلى آله وصحبه الذين نصروا الدين عند الطلوع وعند الغروب ، أما بعد ،
سماحة الشيخ المبجّل ،أساتيذى الكرماء ،وزملائى الأحباء، حينما اقوم امامكم ، فى هذه المنصّة الكريمة ،أجد نفسي تواقة لإلقاء بعض الكلمات حول الموضع المطروح فضائل طلب العلم ، فأولا أحمد لله حمدا يليق به ، فالحمد كله لله .
أيها السادة ،
إن البشرية لم تر دينا ولا حضارة اعتنت بطلب العلم أتمّ عيانة وأكمل رعاية كالإسلام ،فإن ديننا يرغّب طلب العلم  وتحصيله على كافة الأمّة ،كما يشير إليه حديث رسول الله،  
 طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كفى بنا دليلا وبالعلم فضلا هذا ، فالعلم جوهر من الجواهر الغالية ، والدرر النفسية ، وهو يصوّر الإنسان ، ويوصله إلى رياض الجنان ،فلا مشاحة ، بأن طلب العلم له فضائل كثيرة ، نبّأ عليها دلائل غزيرة ،كما يعلن الله تعالى فى محكم تنزيله :
فهل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون 
فالميزة بين العالم والجاهل والعارف والسفيه ألا فهو العلم ،
ايّها الجمع الجليل ،
إنتبهوا من النوم العميق ، والنعاس الطويل ، فاغتنموا الفرص والأوقات ، لطلب العلوم وجمع الفنون ، لأن العصر قد تصور مركزا للجهل والعياء ، ومرصدا للسفاهة  والغباء،لا ثبات فيها أيّ الثبات إلّا لمن غمز فى أعماق البحار بطلب الجواهر والّلالى كما قيل من طلب المعالى سهر الليالى 
أيها السامعون 
ومن الحقيقة الناصعة ، التى لا يخامرها شكّ ، أن العلم يزين أهله ، ويعين من طلبه إلى الوصول إلى قمّة المقام ، وقنّة المرام ، كما قال الشاعر :
تعلم فإنّ العلم زين لأهله ، وفضل وعنوان لكلّ المحامد 
فيا عجبا كلّ العجب ، عجبا يميت القلب ، أنّ أهل العصر اعتنو بالعلوم المادية فقط ، وأعرضوا عن السلوك الإسلامى والتعاليم الدينية ، فويل للأبا ء والأمّهات ،الذين يحرّضون أبناءهم إليها ، ويشجعونهنم فيما لا نجاة فيه فى الأخرة ، بل يؤدّونهم إلى دار الغرور ومقرّ الحياّت والنسور ، 
أيّها الحضور الكريم ، 
فبالجملة ، أن فضائل العلم لا تنتهى هاهنا ، وهناك أخبار صحيحة وأحاديث شتّى ، وردت فى مناقب العلوم والفنون ، وأقتصرها ، لكي لا يطول الكلام ، واطلبوا العلم ايها السامعون الكرام ولو باالصين او مسجد الحرام ولا تنسوني في دعاءكم لتحقيق المرام .
 وآخر دعوتى ان الحمد لله رب العالمين.  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أحمد علي جرلدكا

باحث في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دار الهدى الإسلامية، كيرالا ،الهند

10 تعليقات

اترك تعليقاتك هنا

أحدث أقدم